ونقول للأخوة الكرام وللأخوات الكريمات: ليس الحجاب هو مجرد أن تستر المرأة وجهها وجسمها كله، ليس هذا هو الحجاب فقط! إن أساس الحجاب أن تكون تقية مؤمنة بقلبها: ((
وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ))[الأعراف:26] وألاَّ تخضع بالقول، وإذا اضطرت أن تخاطب الرجال فبالقدر الضروري، وللأمر المهم، وبالعبارات التي لا تزيد عن الحاجة، ولو من الهاتف فضلاً عن أن يراها، الحجاب: هو معنى شرعي إيماني قلبي وبدني معاً وليس مجرد ألاَّ ترى منها أي شيء.
والآن أصبحت تتحرك، وتمشي في السوق كما تشاء وكأنها رجل، هل يقال: إنها محجبة؟! لا. فكيف بها إذا كشفت الوجه ثم مشت هذه المشية؟! كيف بها إذا تعطرت وتطيبت ولبست؟! وهذا ما يفعله أكثر الناس، فنقول لأخواتنا الطالبات: أن لا يسمعن ولا يفتحن آذانهن لأي ناعق كائناً من كان، ومثل هذه هي المدرسة التي قالت هذا الكلام لا بد إن شاء الله تعالى أن يتخذ معها الأسلوب المناسب لإقناعها أو لردعها إن لم تقتنع عن نشر مثل هذه السموم بين بناتنا.
ففي الوقت الذي يكون الاختلاط على أشده والدعوة إليه قائمة؛ يأتي من يمهد له وهو يشعر أو لا يشعر، هذا لا يمكن أن يُرضى، ولا يمكن أن يُقَرَّ أبداً، فاتقوا الله يا إخواني المسلمين، اتقوا الله في أعراضكم، في بناتنا وأخواتنا ونسائنا، واعلموا أن الأمة التي تفرط في عرضها لا يمكن أن تحتفظ بعد ذلك بأي شيء، فإن العرب حتى في جاهليتهم ما كانوا يرضون هذا لبناتهم أو لأخواتهم ولا لأمهاتهم، بل كانوا يتفاخرون بالعفة؛ وهذا
عنترة بن شداد يقول:
وأغضُّ طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
سبحان الله! والآن الأفلام والمجلات والقصص والفساد، وحتى المدرسات -أحياناً- يعلمونهن كيف تغازل البنت، وكيف تعاكس، وكيف ترمي من الشُّبَّاك!!
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم القبول، وصلى الله على عبده ورسوله محمد، والحمد لله رب العالمين.